الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ومما جاء فيه درى معلقا وهو معدى بهمزة التعدية قوله تعالى: {وما أدراك ما الحاقة} (1) يقول أبو حيان: "أصل درى أن يعدى بالباء، وقد تحذف على قلة فإذا دخلت همزة النقل تعدى إلى واحد بنفسه، وإلى الآخر بحرف الجر، فقوله: (ما الحاقة) بعد (أدراك) في موضع نصب بعد إسقاط حرف الجر" (2) ويقول السجاعي في قوله تعالى: {وما أدراك ما عليون} (3): "(ما عليون) في موضع نصب على إسقاط الخافض، لأن (أدرى) بالهمز يتعدى لاثنين الأول بنفسه، والثاني بالباء... فلما وقعت جملة الاستفهام معلقة لها كانت في موضع المفعول الثاني" (4).4- سأل: يتعدى فعل السؤال (5) إلى اثنين بنفسه إذا كان لطلب مال ونحوه، تقول: سألته مالا ويتعدى إلى أحدهما بنفسه وإلى الآخر بحرف الجر (عن أو الباء) إذا كان لطلب التعريف بالشيء كقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة} (6) وفي هذه الحال قد ينزع حرف الجر فيصل إلى الثاني بنفسه فيكون من باب اختار، ومن ذلك قراءة ابن مسعود قوله تعالى: {يسألونك الأنفال} (7) أي: عن الأنفال بدليل القراءة المتواترة التي صرح فيها بالتعدية إلى الأنفال بعن.- - - - - - - - - -(1) الحاقة: 3.(2) البحر المحيط: 10 /254.(3) المطففين: 19.(4) حاشية السجاعي: 78.(5) ينظر: مشكل إعراب القرآن: 2 /756، والبحر المحيط: 5 /268- 269، والبرهان: 4 /188- 189، والإتقان: 2 /316، وحاشية ياسين على التصريح: 1 /4.(6) البقرة: 189.(7) الأنفال: 1. وقد سبق تخريج القراءات فيها: 36.
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 382- مجلد رقم: 1
|